مندوبو "الهيئة الشرعية" في الثورة الوهابية يبدأون إحصاء سكان القرى الدرزية في ريف إدلب وممتلكاتهم تمهيدا لتحديد قيمة"الجزية" الواجب عليهم دفعها
25 كانون الأول 2013 01:12 عدد القراءات 17431

إدلب، الحقيقة(خاص): منذ أن نشرت تقريرها مساء 22 من الشهر الجاري،حاولت"الحقيقة" التواصل مع أهالي القرى"الدرزية" في منطقة "جبل السماق" في محافظة إدلب، التي قالت مواقع الثورة الوهابية في سوريا أنها "أشهرت إسلامها"، للوقوف على حقيقة ما جرى على أرض الواقع. وقد تمكنت من الاتصال بثلاثة مواطنين من ثلاث قرى هي "قلب لوزة" و"عبريتا" و"جدعين". وقد أكد الثلاثة أن إرهابيي الثورة الوهابية أرسلوا بالفعل مندوبين عنهم والتقوا وجهاء ومشايخ من الطائفة في معظم هذه القرى، وعرضوا عليهم"إما البقاء تابعين للدولة النصيرية في سوريا(الدولة السورية)، وبالتالي معاملتهم معامل أهل الذمة (المسيحيين واليهود) وقبولهم دفع الجزية، أو التبعية لدولة العراق والشام الإسلامية(داعش)، بكل ما يعنيه ذلك من وجوب إشهارهم إسلامهم وتعديل أماكن العبادة الخاصة بهم من خلال إضافة قباب ومآذن، و إرغام النساء على ارتداء الزي الإسلامي والنقاب ...إلخ".
وأكدت هذه المصادر أن الوجهاء ورجال الدين في تلك القرى، وبعد مداولات أجروها فيما بينهم استغرقت بضعة أيام، أبلغوا موفدي"الهيئة الشرعية" التابعة للثورة الوهابية في المنطقة ، بما فيها "داعش"، بأنهم قرروا قبول الخيار الأول، أي البقاء تابعين للدولة السورية ودفع"الجزية".
وقالت المصادر الثلاثة إن الوجهاء، وقياسا على حالات تاريخية مماثلة تعرض لها "الدروز" في مختلف عهود الخلافة الإسلامية، بعد سقوط الدولة الفاطمية على يد الإرهابي التكفيري صلاح الدين الأيوبي، "قرروا البقاء تابعين للدولة السورية، ودفع الجزية، لعلمهم أن بقاء الحال من المحال، وأن الظرف الذي فرض عليهم هذه الإهانة ، مؤقت وسيزول قريبا". وأوضح بالقول" لقد تدارس الوجهاء ورجال الدين الوضع، ووجدوا أن 30 ألف من أبناء هذه القرى ، المحاصرين من جميع الجهات، والذين يفتقرون حتى لسكاكين المطبخ للدفاع عن أنفسهم، لا يستطيعون الصمود في وجه آلاف مؤلفة من المسلحين الذين يحاصرون قراهم، وحماية نسائهم من الانتهاكات وأنفسهم من القتل، وبالتالي فإن دفع الجزية هو أهون الشرور لدرء مجزرة لا بد واقعة إذا ما دخل هؤلاء الوهابيون قراهم تحت أي عنوان". وأشار المصدر إلى أن هناك اتصالات لا تزال جارية لتحديد"قيمة الجزية الواجب دفعها، والتي سيجري تحديدها من قبل محتسبي الهيئة الشرعية على أساس مدخولات ومواسم تلك القرى"!!
وكانت "الحقيقة" كشفت مساء 22 من الشهر الجاري ، استنادا إلى ما نشرته مواقع سعودية، أن الثورة الوهابية خيرت القرى المذكورة بين "إشهار الإسلام" أو "التعامل معهم بوصفهم مرتدين وزنادقة"! وخلال أقل من 24 ساعة كانت مواقع وصفحات الثورة الوهابية، بما فيها التابعة للأخوان المسلمين و"الائتلاف" تؤكد الأمر وتعلن فرحها وغبطتها "بعودة هؤلاء الدروز عن كفرهم وضلالهم"!!
